5 نصائح لتجاوز يوم سيء في العمل
تأتي أحيانًا تلك الأيام السيئة التي لا تسير فيها الأمور كما تريد: تستيقظ متأخرًا وجسمك متعب، يتعطّل حاسوبك لتفقد بذلك ساعات من العمل الذي اقترب موعد تسليمه، مسؤولك في العمل يسيء استخدام سلطته عليك ويتعيّن عليك الآن العمل أثناء استراحة الغداء، كلّ هذا ولم يمضِ على بداية النهار سوى ساعات قليلة! إنّه بالتأكيد ليس يومك!
جميعنا مررنا بمثل هذه الأيام السيئة، وقد تشعر في هذه الحالة أنّ الذنب ذنبك، ويؤنبك ضميرك على تقصيرك، لكن هذا ليس صحيحًا، فهذا ليس خطؤك، حيث أنّ هذه المواقف والظروف الموتّرة خارجة عن سيطرتك، لكنك مع ذلك قادر على التحكّم في ردود أفعالك وانفعالاتك لتتجاوز مثل هذه الأيام السيئة.
نقدّم لكم اليوم 5 نصائح تساعدك على تجاوز أيام العمل السيئة، وذلك نقلاً عن موقع Entrepreneur الشهير لريادة الأعمال.
1- تخلّص من الإجهاد المرتبط بالعمل
هل تريد معرفة سبب الإجهاد الأول لدى معظم الأمريكيين؟ إنه إجهاد العمل، حيث يعاني ما نسبته 65 بالمئة من الأمريكيين من الإجهاد المرتبط بالعمل، في حين يشكو ثلثهم من إجهاد العمل المزمن. ولا شكّ أن هذه هي الحال في مجتمعاتنا أيضًا، فضغط العمل يشكل كابوسًا يؤرق الكثيرين، لاسيّما مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل نسبة كبيرة من الأشخاص يخشون فقدان وظائفهم.
للتقليل من إجهاد العمل، ابدأ بسؤال نفسك: ما هو المهم وما هو غير المهمّ؟ وبعد تقسيم مهامتك حسب أولويتها وأهميتها، ابدأ بعدها بتنفيذ المهام البسيطة لتستعيد ثقتك بقدرتك على السيطرة على الأمور وتحقيق إنتاجية جيدة. ثمّ ضع مواعيد تسليم نهائية جديدة وواقعية، وفي حال شعرت بأنك تضغط نفسك كثيرًا، لا تتردّد في التحدّث مع مديرك ومناقشة إمكانية تخفيف الحمل عليك.
2- تواصل مع مديرك
يحمل مديرك أو المسؤول عنك في العمل على الأرجح الضغط الأكبر من العمل من غيره. وفي بعض الأحيان يؤثر ضغطه على باقي الموظفين، كما قد يؤثر أسلوبك في التواصل مع مديرك على علاقتك المهنية معه ويضرّ بها. لذا احرص دومًا على التواصل مع مديرك بأسلوبه، وهنا لابدّ من التنويه أنّ هناك أربعة أساليب رئيسية للتواصل. هي الاسلوب التحليلي، الحدسي، العملي والشخصي.
لا تغيّر من شخصيتك عند التواصل مع مديرك، لكن احرص على التحدّث معه مستخدمًا أسلوبه، فالأمر أشبه بتعلّم لغة ثانية واستخدامها عن الحاجة. أمّا إن كنت تشعر أنّ مديرك أو المسؤول عنك يمرّ بيوم سيء، فنحن ننصحك في هذه الحالة بتجنّب الحديث معه إلاّ للضرورة، مع الحرص على أن تكون لغتك مختصرة ومهنية قدر الإمكان، ويفضل أن تتواصل معه عن طريق البريد الإلكتروني بدلاً من التواصل مباشرة.
3- تجنّب الدراما
تؤثّر المشكلات بين الموظفين والدراما التي يفتعلها البعض على إنتاجيتك. لذا، إن وجدت نفسك قد بدأت تتأثر بهذا الأمر، فالأفضل أن تتواصل مع مسؤول قسم الموارد البشرية وتوضّح له تأثير هذه “الدراما” على أدائك في العمل. وتجنّب قدر الإمكان أن تقحم نفسك فيها، تذكّر أنك الآن في بيئة مهنية وليس في مدرسة، حيث يمكنك القيام بما يلي لتجنّب الوقوع في هذا الفخّ:
- لا تجعل من عملك مكانًا للفضفضة والتنفيس عن مشاعرك.
- إن كنت تشعر بالإحباط أو الحزن أو الغضب، لا تردّ مباشرة تجنّبًا لإظهار سلوك سلبي عدواني عن غير قصد.
- اقتلع الغيبة والنميمة من جذورها، ولا تشجّع على نشر الإشاعات.
4- عالج مشكلاتك الشخصية
لا شكّ أنّك قد سمعت عن ضرورة الموازنة بين الحياة والعمل، وأهمية الفصل بين الحياة الخاصة والحياة المهنية لضمان النجاح. لكن القول أسهل من الفعل بالطبع، فلن تتمكّن من التركيز كما يجب في عملك إن كنت قد تلقيت خبرًا سيئًا، أو في حال كان لديك مشكلات خاصة تؤرقك.
في مثل هذه المواقف، اسأل نفسك إن كنت قادرًا على مواصلة أداء واجباتك أو إن كنت تحتاج إلى يوم لترتاح فيه. لست مضطرًّا لإخبار مديرك بقصة حياتك، لكن يمكنك أن توضّح له أنك بحاجة لإجازة قصيرة حتى تعالج قضاياك الشخصية التي قد تؤثر على عملك.
5- استرح عند المرض
ما لم تعتني بنفسك جيدًا أثناء مرضك، سيستغرق شفاؤك وقتًا أطول. لذا، إن كنت مضطّرًا للذهاب إلى العمل، احرص على أخذ علاجك معك، وابقَ بعيدًا عن زملائك حتى لا تصيبهم بالعدوى. أو تواصل مع مديرك عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني لتأخذ يوم إجازة أو تعمل من المنزل. باختصار، عندما تكون مريضًا، استرح في منزلك، فذلك أفضل لصحتك ولزملائك في العمل.
في الختام، تذكّر دومًا أنّ أغلب الظروف التي تؤدي إلى يوم عمل سيء تكون في الغالب خارجة عن سيطرتك، لذا لا تشعر بالإحباط، وتقبّل الأمر بدلاً من محاربته وأحسن التعامل معه. فردّة فعلنا تجاه الأحداث التي تمرّ بنا تلعب دورًا جوهريًا في تجاوز مثل هذه الأحداث بسرعة وبأقلّ الأضرار.