كيف تحسن مهارات الإصغاء وتعزز التواصل الفعال في مكان العمل؟
إنَّ لمهارات الإصغاء والتحدث أهمية كبيرة في التواصل، صحيح أنَّ ثقافة العمل في هذا القرن قد اختلفت عما كانت عليه قبل انتشار جائحة كورونا (COVID-19) في جميع أنحاء العالم؛ لكنَّ هذا لا يمنحك حق التراخي في تطبيق معايير العمل.
لطالما كان التواصل الفعال في مكان العمل موضوع نقاش لعقود من الزمن، ومع ذك نادراً ما يُتَطرق إليه أو يُنفذ بسبب نقص الوعي ورغبة الجميع في الاستحواذ على النقاش، وفي الحقيقة لا يقتصر التواصل الفعال على التحدث بوضوح أو إيجاد عبارات مناسبة، إنما يبدأ بالإصغاء متأنياً والحضور الذهني.
هذه بعض النصائح التي تعلمك كيفية تحسين مهارات الإصغاء لديك لتحقيق التواصل الفعال في مكان العمل:
1. أصغِ بقصد الفهم لا الرد:
يوجد فرق كبير بين الإصغاء والاستماع، ومن شروط الإصغاء الاهتمام وبذل الجهد والتركيز، بينما في الاستماع يكون مستوى اكتراثنا بما يقوله الشخص منخفضاً، فالإصغاء هو نشاط إرادي يكون المرء فيه حاضر الذهن؛ في حين يكون التفاعل في الاستماع بلا استجابة أو مجهود، ولهذا السبب فإنَّ مهارات الإصغاء مطلوبة في مجال الأعمال.
2. جرِّب التواصل غير اللفظي:
نربط التواصل عادةً بالكلمات والتأكيدات اللفظية؛ لكن يمكن أن يتخذ التواصل جميع الأشكال والصيغ، وفي عصر الاجتماعات الافتراضية على تطبيقات مثل زووم (Zoom)، أصبح من الصعب جداً استخدام هذه الأشكال الأخرى من اللغة وفهمها؛ وذلك لأنَّها تكون مفهومة أكثر عندما نجلس مع الشخص وجهاً لوجه.
يمكن أن تلعب لغة الجسد دوراً هاماً في تفسير كلماتنا وتواصلنا، خاصةً عندما يكون هناك انقطاع في الاتصال، فعندما يخبرك الشخص بأمر ما؛ وتقول لغة جسده العكس، فلن تسكت عن ذلك، ويبدأ ذهنك على الفور بالبحث عن مزيد من المعلومات ويحثك على طرح أسئلة من شأنها أن تفسِّر الموقف تفسيراً أوضح، وفي الواقع يكون أحياناً عدم التحدث بأهمية التواصل اللفظي نفسه.
3. تخلَّص من جميع مصادر التشتيت إلى الأبد:
يقول الكاتب والمتحدِّث التحفيزي جيم رون (Jim Rohn): “الأمر الذي يسهُل القيام به، يسهُل أيضاً عدم القيام به”، وهذا هو المبدأ الأساسي الذي سوف يستمر في جميع جوانب التواصل، ومن المؤكد أنَّ تشتيت الانتباه سيؤدي إلى عدم فهم المحادثة أو تفسيرها، مما يؤدي إلى تواصل ضعيف وغير فعال.
يجب ألا نُغفِل هذه الحقيقة، لا سيما في هذا العصر الذي يتشتت فيه انتباه الناس باستمرار بوسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات والرسائل والإشعارات التي لا تتوقف.
4. ترجم كلماتك إلى أفعال:
يجب ألا تجد صعوبة في التواصل الفعَّال في مكان العمل؛ ولكن يجب أن يكون مدروساً، ويمكن للمعرفة أن تعرِّفنا إلى أشياء جديدة، ولكن يختلف اكتساب المعرفة عن تطبيقها، ويشبه الأمر تعلُّم ركوب الدراجة، كلما تدربت أكثر، سهُلت عليك قيادتها.