الكاتب : محمد البلادي
في أدبيات الإدارة يقولون: إن المدير الجيد يمكن أن يجعل أسوأ الوظائف مقبولة، في حين أن نظيره السيئ يجعل أفضل الوظائف كابوسًا مزعجًا، وهذا صحيح إلى حدٍّ بعيد، فمن نكد الدنيا أن يرميك القدر في مواجهة مدير سيئ ما من صداقته بُدُ، كما يقول المتنبي. بالتأكيد أنت لست مسؤولاً عن بقاء مديرك السيئ أو تغييره، مسؤوليتك تتلخص في كيفية التعامل الذكي معه، والخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر، بل وتحقيق أكبر كمّ ممكن من النجاحات والنمو المهني. ولكن من هو المدير السيئ أو غير الكفؤ؟!.
بكل تأكيد؛ لا نعني هنا المدير الجديد أو المجتهد؛ وإن أخطأوا، فهؤلاء يستفيدون من أخطائهم في الغالب ويتعلمون منها.. المقصود هو النوع النرجسي المغرور أو (الباراشوتي) النفعي غير المؤهل، أو (الشللجي) العنصري، فهذه الأنواع لا تهتم بالعدالة الوظيفية، ولا بالإنتاجية وتنمية المنظمة، ولا تعير من يعمل معها أي أهمية..
ومن حسن الحظ أنه يمكن التعرف عليهم بسهولة، إمّا من خلال تركيزهم الفاضح على مصالحهم الشخصية ومصالح شلتهم، وانشغالهم بالتفاصيل الصغيرة على حساب الصورة الكبيرة.. أو من عدم إدراكهم للتحديات والفرص الحقيقية التي تواجهها فرق العمل كل يوم..
فضلاً عن انشغالهم المضحك بالتغيير من أجل التغيير فقط، وليس لتحقيق أهداف مرسومة.. والأسوأ أن هذه الفئة من الإداريين لا تتقبل أي فكرة جديدة أو نقد، ولا تقدم أي إضافة حقيقية أثناء الاجتماعات، ناهيك عن كراهيتهم للمتميزين والخوف منهم!.
على الرغم من صعوبة النجاح في ركاب مدير سيئ، إلا أن الموقف لا يجب أن يكون ميئوسًا منه، فبإمكانك التعامل مع هذا المدير، وتحقيق التميز، بمراعاة النقاط الست التالية:
١- ركّز على عملك، وقلّص التعامل مع الإدارة إلى أقصى حد ممكن، وهذا يكون أسهل؛ عندما تكون جزءًا من فريق عمل كبير، أو تعمل في وظيفة تتطلب الحد الأدنى من التواصل.
٢- لا تصطدم، هذا لا يعني أن عليك أن توافق رئيسك السيئ في كل شيء. لكن عليك أن تكون أكثر دبلوماسية، وقدرة على تقديم الاقتراحات، وتغليف النقد بطريقةٍ مقبولة.
٣- بادر بمهام معينة، عندما يكون مديرك مغرقًا نفسه في مهام ثانوية، ولا يملك الوقت أو الطاقة للتفكير في الأمور الهامة، اعرض القيام بمهمة أو اثنتين نيابةً عنه.. إن رفض، فلن تخسر شيئًا؛ وإن قبل، فستساعد على إعادة التركيز والهدوء للمنظمة، وستجعل عمل الجميع أسهل.
٤- ارسم حدودك، من المهم إيصال رسالة للجميع تؤكد عدم قبولك القيام بعمل مخالف أو غير أخلاقي؛ أو يتعارض مع الكرامة تحت أي ظرف.
٥- تأكد من توثيق كل التعاملات والردود، فالوثائق الواضحة سوف تحميك على المدى الطويل، خاصةً إذا سعى رئيسك للانتقام منك لعدم امتثالك.
٦- تعلّم كيفية توصيل ردود الفعل القوية بطريقة هادئة؛ وكيفية تجنب أو تقليل الخلاف مع المدير العدواني.
قد يكون العمل تحت قيادة رئيس غير كفؤ مأزقًا صعبًا.. لكن إذا كنت تعرف كيفية التعامل الصحيح مع هذه الشخصيات، فستخرج كشخص أقوى وأكثر حكمة وأفضل أداء.