هل تدرك أننا مقبلون على مستقبل قد تزاحمك فيه الآلات على الوظائف؟ توقف قليلًا إذًا، ربما حتى لن تحظى بفرصة المنافسة، مع وجود العديد من الشركات التي قلّصت عدد موظفيها، ومنحت الروبوتات وظائفهم، دعك من الجانب الإنساني الذي لا يؤمن به عالم الأعمال يا صديقي، وفكر بالشهادة الجامعية، هل هي فعلًا تكفي؟ هل هي ضرورة في سوق العمل؟ أم مجرد ورقة لتزيين الحائط؟
ستقول لي، “تعبت، درست، اجتهدت” وسأقول لك “ماذا جربت؟ كيف طورت نفسك خارج كتابك الجامعي؟ وكم طبّقت مما هو موجود فيه؟”، الأمر المبشر نوعًا ما، هو أن الروبوتات مهما بلغت من درجة ذكاء صانعيها، لن تتفوق على العقل البشري أبدًا، يكفي أن تدرك أن قليلًا من تطوير الذات، وتطوير المهارات والقدرات، ربما يكون كافيًا لتحقق تفوقًا عليها، وتمتلك إلى جانب الشهادة الجامعية، شهادات تدريبية أخرى معززة لها.
بشر خسروا وظائفهم حقًا
قبل خمس سنوات، قالت دراسة أعدتها مؤسسة أكسفورد إيكونوميس البحثية، إنه بين عامي 2000 و2016، فقد الاتحاد الأوروبي 400 ألف فرصة عمل للبشر لصالح الروبوتات، والصين فقدت مليون وظيفة، بينما خسرت كوريا الجنوبية 1.6 مليون وظيفة، والولايات المتحدة الأميركية 1.2 مليون، وبقية العالم 1.7 مليون وظيفة.
بعد قراءة الأرقام الصادمة السابقة، ربما بدأت تتلمس على رأسك، متسائلًا، ما هي جدوى الشهادة الجامعية في عالم تسرق فيه الآلات وظائفنا نحن البشر؟ في الحقيقية يا صديقي الجميل، أتفهم مخاوفك، وهي بالتأكيد مخاوف محقة وينبغي تلافي تأثيرها على الفور.
ضرورة في سوق العمل أم ورقة لتزيين الحائط؟
ربما اعتقد الغالبية منكم، عند قراءة العنوان، أننا سنتطرق لمواضيع روتينية في عالمنا العربي، مثل البطالة، عدم إيجاد فرص عمل… إلخ، إلا أن العالم الواسع من حولنا والمتغير على الدوام، لا يشبه على الإطلاق عالمنا العربي المحكوم بالثبات، ومع اعتماد غالبية العرب على وظائف الأون لاين، أو ما يسمى نظام العمل عن بعد مع شركات غربية، أو بوجود الراغبين بالهجرة والسفر، أو حتى بالطامحين للعمل في بلدانهم العربية، عليهم أن يدركوا تمامًا كيف يطورون مهاراتهم، الشهادة الجامعية مهمة، لكنها في المستقبل القريب جدًا لن تكون كافية على الإطلاق.