يعاني الكثير من الشباب من حيرة في مرحلة اختيار مجال الدراسة او العمل, وذلك لدخول مجالات جديدة الى عالم الدراسة وسوق العمل الى جانب المجالات التقليدية المعروفة. بالإضافة الى قلة الجهات التوجيهية التي من شأنها ارشاد الطالب الى المجال المناسب حسب قدراته , ميوله, واحتياجات سوق العمل.
لكن هناك ايضاً من يتخطى هذه المرحلة , فيختار مجال دراسته وينخرط في وظيفة معينة, لكنه سرعان ما يكتشف انها ليست الوظيفة المناسبة له, فيقف على مفترق طرق, ولا يعرف اتخاذ القرار المناسب من حيث متابعة عمله في الوظيفة الحالية, او البحث عن وظيفة اخرى او ربما مجال مختلف كليّاً, وفي حال اختار الامكانية الثانية فسيقف امام معضلة اخرى وهي اي مجال وظيفي يختار.
حسب طريقة “التدريب مستهدف النتائج”, على كل شخص يعاني من هذه المعضلة, في اي مرحلة من حياته ان يقف قليلاً ويسأل نفسه ثلاث اسئلة بسيطة:
- اين انا اليوم و ماذا اعمل؟
- الى اين اريد ان اصل؟ كتابة الرؤية او الهدف الرئيسي الذي يطمح اليه, من المفضل وصف الهدف بأدق تفاصيله وتعليقه في مكان قريب للنظر.
- كيف يمكن ان اصل الى هناك واي ثمن علي ان ادفع؟
للإجابة بعمق على هذه الاسئلة على الشخص ان يبحث في نفسه (بنفسه او بالاستعانة بمدرب او مرافق) عن الامور التالية:
- الموارد الاستراتيجية الموجودة بحوزته: من شهادات ومواهب ومهارات وصفات وخبرة وعلاقات, اضافة الى الموارد المادية والملموسة. كل هذه تعتبر موارد, حيث تؤمن طريقة التدريب مستهدف النتائج كغيرها من طرق التدريب بأن كل شخص يملك الموارد التي تكفيه ليقوم بالتغيير المرغوب في حياته, كل ما عليه هو ان يحصرها فحسب.
- القيم والمعايير التي تحركه في حياته: وهنا لا نقصد القيم بالمعنى الدارج فحسب, فبالاضافة الى القيم والمعايير والاخلاقيات المجتمعية تشمل هذه الكلمة الصفات الشخصية, الاحتياجات الخاصة, والمبادىء التي تقف وراء تصرفاته وسلوكياته.
- المعيقات التي تحول دون تحقيق الهدف. من المفضل التركيز على معيقات النجاح الداخلية (كالخجل مثلاً او التردد) والتي يمكن التحكم بها, وليس على المعيقات الخارجية التي لا سيطرة له عليها.
عندما يقوم الشخص بحصر لامور اعلاه وحصر واستيعاب ما هو موجود (موارد, قيم, معيقات) ستتضح امامه صورة جديدة وستفتح امامه آفاق واتجاهات تفكيرية تساعده في طريقه الى ما هو منشود.