-نهى سعد
سواء تركت وظيفتك لحصولك على عرض أفضل أو لخوض تجربة جديدة، أو بسبب مشاكل مع مديرك أو تسريح جماعي، فقد ترغب في العودة إلى شركتك مجددا إذا تغيرت الظروف أو لم تتمكن من التأقلم مع وظيفتك الجديدة.
وبغض النظر عن مدى ثقتك بأنك لن تعود هناك مجددا، فأنت لا تعرف ما يخبئه المستقبل، وكل الاحتمالات واردة دائما، وعليك الحرص على ترك الباب مفتوحاً.
هذه بعض الطرق التي تمهد لك طريق العودة لشركتك القديمة:
احتفظ برأيك
“المديرون متسلطون، ليس هناك قوانين محددة، كرهت العمل هنا ولا أستطيع الانتظار حتى أغادر” هذه التعبيرات عن آرائك السلبية إزاء مكان عملك بصراحة شديدة سينعكس عليك أنت قبل أي أحد، وكل هذا يمكن أن يتغير بعد مغادرتك، لكن كلماتك لن تتغير ولن تُنسى.
لذلك، من الأفضل المغادرة دون الإفصاح عن كل ما يجول في خاطرك، وعلى العكس حاول إبراز الإيجابيات وما ستفتقده عند المغادرة وفق ما ينصح به المدرب المهني مارلو ليونز في مقاله بمجلة “هارفارد بزنس ريفيو” (Harvard Business Review)
ابق على اتصال
حافظ على علاقتك بمن عملت معهم، وابق على تواصل بهم ولو بقدر بسيط، مثل إرسال رسالة نصية للتهنئة بالأعياد أو في المناسبات الخاصة. يساعد ذلك في الحفاظ على الود بينك وبينهم، وأن تكون على قائمة المرشحين لك إذا أُتيحت فرصة مناسبة في الشركة.
لا تلغِ متابعتك
لا تلغِ متابعة شركتك القديمة على مواقع التواصل، وتابع آخر التطورات والإنجازات وفرص العمل الجديدة.
فاطلاعك على آخر تطورات الشركة يساهم في تعزيز فرصتك إذا أردت العودة، حيث تكون مقدما في التوظيف لما لديك من خبرة سابقة وإلمام بخطط الشركة ومراحل تقدمها، مقارنة بمرشح آخر بدون هذه الخلفية.
طور مهاراتك
أثناء عملك الجديد، حاول البحث عن طرق لاكتساب مهارات جديدة، على المستوى الشخصي والمهني، إذ يمكنك الاستعانة بتقارير تقييم أدائك القديمة لتحديد نقاط قوتك وضعفك وتقويتها.
يساهم ذلك في تسهيل طريق عودتك لشركتك القديمة، بل ويساعدك أيضا على الرجوع في منصب أعلى مما كنت فيه سابقا.
تمهل في قرار العودة
قبل اتخاذ قرار العودة، أدرس الوضع الجديد بتركيز، وكن واعيا بأسباب مغادرتك ودوافع رجوعك، وهل الوضع لا يزال كما هو أم تغير.
على سبيل المثال، إذا تركت العمل بسبب خلاف حول ساعات العمل غير المحددة، هل هناك قوانين جديدة لإدارة أوقات العمل أم لا، وإذا تم التخلي عنك خلال تسريح جماعي، هل الشركة أكثر استقرارا الآن أو الوضع لا يزال مضطربا، وكيف تضمن استقرارا أكثر لمنصبك عند العودة.
ضع في اعتبارك أن شركتك القديمة لن تكون مثلما تركتها، كل شيء قابل للتغيير، المديرون والأهداف والجو العام لمكان العمل، وحاول فهم كيف تطورت الشركة أو تغيرت منذ أن عملت هناك.
لا تترك الشركة في ورطة
تجنب تقديم استقالتك في منتصف العمل على مشروع كبير، أو خلال فترة عجز في الموظفين بسبب الإجازات أو ظروف طارئة أخرى، ومن الجيد أن تناقش مديرك لتحديد موعد مغادرتك دون التأثير على الشركة أو تأخيرك عن عملك الجديد.
واحرص على اتباع سياسات شركتك الخاصة بطريقة مغادرة الموظفين والإجراءات المطلوبة لذلك، مثل ترك فترة محددة للشركة للبحث عن بديل، أو الانتظار حتى تعين الشركة شخصا بديلا وتسلم منصبك له.
فلا تغادر دون إنذار مسبق؛ ظنا أنك لن تعود مجددا وغير مهتم بما يسببه تركك المفاجئ من مشاكل لعملك.
أخبر مديرك أولا
ضع في اعتبارك تقديم استقالتك إلى مديرك المباشر قبل إبلاغ قسم الموارد البشرية أو حتى مناقشة خططك بشكل ودي مع زملائك، فمن الأفضل أن تناقش ذلك مع مديرك أولا، وهو ما يعبر عن احترامك له.
اهتم بعملك حتى آخر يوم
يعتقد البعض أن بإمكانهم الاسترخاء وعدم الاهتمام بالعمل في آخر أيامهم والتسكع في الشركة، وهو ما قد يؤدي إلى إلهاء الآخرين وتحميلهم بمشاعر سلبية تجاهك، فحاول تجنب ذلك لتترك انطباعا جيدا.
وامتنع عن التحدث كثيرا عن مكان عملك الجديد وخططك المستقبلية، وحاول التركيز على أداء واجباتك كما يجب حتى آخر يوم لك، وما دمت داخل الشركة وتتلقى راتبا، فلا يزال يُتوقع منك أداء واجباتك، كما أوضحت تينا نيكولاي، مديرة تنفيذية ومدربة مهنية، لمجلة “فوربس” (Forbes) الأميركية.
وتذكر أن ما تفعله في الأسابيع القليلة الأخيرة هو على الأرجح آخر شيء سيتذكرونه عنك.
اطرح مشكلتك بشكل إيجابي
انتبه جيدا لكلماتك خلال مناقشة أسباب استقالتك، وبغض النظر عما قد يخبرك به قسم الموارد البشرية، توقع أن ما ستقوله سيتم مشاركته مع مديرك وقد يصل إلى زملائك.
وحتى لو لم تنو العودة مجددا بأي شكل، هناك احتمال دائما أن تقابل من عملت معهم في شركة أخرى، لذلك ركز تعليقاتك على الجوانب الإيجابية، ولا تستجيب لإلحاحك الذي يدفعك للتنفيس عن غضبك.
يمكنك التحدث عن بعض المشكلات إذا أردت، لكن افعل ذلك بشكل بناء عن طريق طرح المشكلة ومناقشة رأيك في حلها بشكل إيجابي وفعال، وناقش المشكلة دون التحدث سلبا عن أي فرد.
اشكر الجميع
أشكر كل مدير وزميل لك بشكل شخصي، وحاول ذكر الإيجابيات والفوائد التي عادت عليك من التعامل مع كل شخص، ويساعد ذلك في تخفيف أي مشاعر سلبية تجاهك، ويعزز احترافيتك.
حاول التواصل مع أي شخص اختلفت معه خلال فترة عملك، وإصلاح علاقتك به على المستوى الشخصي ومناقشة ما اكتسبته من خبرات خلال العمل معه، لجعل بصمتك الأخيرة إيجابية وعودتك في المستقبل مرحبا بها.