لماذا نعمل؟ الاجابة البديهية هي “لكسب المال وتوفير متطلبات الحياة”, وهي اجابة صحيحة, لكنها ليست السبب الوحيد لضرورة العمل ولأهميته للفرد والمجتمع.
فبالاضافة الى كون العمل مصدر رزق وتوفير لمتطلبات الحياة الاساسية منها والثانوية, فهو ايضاً مصدر للاستقرار النفسي والشعور بالامان والضمان والاستمرارية.
عن طريق العمل يمكن للانسان تفريغ الطاقات والتخلص من الشحنات السلبية, بالاضافة الى الشعور بالنشاط والصحة والتخلص من المشاكل الجسدية التي يسببها الكسل والخمول كالبدانة والشيخوخة المبكرة.
يمنح العمل الشعور بتحقيق الذات والشعور بالانتماء الى مجموعة معينة وهو امر يزيد من الشعور بالقوة والأمان ويساهم في تطبيق المبادئ والقيم.
العمل هو احد أهم الوسائل التي باتت ومنذ مدة مجالاً علاجياً للعديد من الافراد سيما الشباب كونه ميداناً خصباً للقضاء على ما يسمى بالفراغ الروحي والمادي الذي كثيرا ما كان سبباً مباشراً في اصابة العديد من الشباب بالامراض النفسية و العادات السيئة التي تفتك بالمجتمع , فيأتي العمل على اختلاف مجالاته حيث يجد فيه الشاب ضالته فيتناسى كل ما من شأنه ان يؤثر سلباً على صحته العامة حيث يظل منشغلا بالعمل وبحيثياته صاباً كل اهتماماته حول تحقيق النتيجة والثمرة من هذا العمل, فيتحسن مستواه ومردوده ويتخلص بالتالي من كل العقد النفسية التي تؤدي اليها البطالة كأول سبب مباشر .
فالعديد من الأطباء والأخصائيين ينصحون بضرورة خلق نشاط مهما كان نوعه ليكون شغلا شاغلا لنا بدل التفكير المضني الذي يخرب العقل والنفس والبدن, على خلفية ان العمل يجعل الانسان اجتماعياً بطبعه فيسعى الى خلق العلاقات العامة التي من شأنها ان تمنح الانسان العامل فرصاً اخرى من اجل الحصول على اصدقاء جدد وعلاقات جديدة قد تفسح المجال امامه في الحصول على استحقاقات ونجاحات اخرى .
وهنا تكمن قيمة العمل او الوظيفة اذ ولا بد من الحصول عليها شريطة ان تكون تتماشى مع التخصص او المؤهل او الامكانية لأنها لو لم تتوافى مع ذلك فستتحول الى مجال ضغط على العامل او المستخدم وبالتالي يحدث العكس وهذا ما لا يرجوه اي طالب عمل على وجه الأرض.