يواجه الخريجون العرب في اسرائيل عدة عوائق عند تخرجهم من الجامعات والكليات المختلفة تتسبب بانتاج اعداد هائلة من الاكاديميين العاطلين عن العمل او الذين يعملون بمجالات لا ترتبط بمواضيع دراستهم ولا تتطابق مع مؤهلاتهم وقدراتهم التي عملوا وتعلموا جاهدين للحصول عليها.
احدى هذه الصعوبات هي بلا شك مشكلة اللغة. فعندما ينهي الطالب العربي المرحلة الثانوية, والتي يتعلم بها فقط باللغة العربية, ينتقل غالباً لبيئة اكاديمية واجتماعية (التعليم الاكاديمي لا يقتصر فقط على الكلية والجامعة- ففي هذه البيئه مكونات وعوامل اجتماعية مرتبطة بها بشكل مباشر) تعمل وتدار بلغة اخرى, أي اللغة العبرية التي هي اللغه الرسمية الاولى في الدولة. وبما انها اللغة التي يتكلم بها غالبية سكان الدولة, فبلا شك ان اغلب المرافق والمؤسسات في الدولة ستدار باللغة العبرية.
ان اللغة هي بمثابة علم ثقافي ورمز تربوي, يوحد ابناء الشعب الواحد ويجمعهم اينما كانوا, ولغتنا العربية التي نعتز ونفخر بها ونستعملها يومياً بلا خشية, هي رمز الشعب الفلسطيني والتي بواسطتها نستطيع التعبير عن مشاعرنا وقدراتنا بيننا افراد الشعب الواحد.
لكن, وبظل الظروف في الدولة والتي ذكرناها اعلاه, يتوجب على الطالب العربي ان يتقن اللغة العبرية بصورة عالية لكي يتمكن من التواصل مع البيئة التي سيتعلم بها والتي مستقبلاً لا بد ان ينخرط بها بعد انهائه التعليم الجامعي.
أشدد ان القصد ليس تعلم اللغة مع كل ما بها من رموز وطوابع, وانما اتقان اللغه العبرية كأداة اتصال وتواصل في المجتمع وبين المؤسسات والمراكز في الدولة. مع انه لا بد ان يتعلم الطالب قليلاً عن اللغة ليفهم الرموز والعادات والتي تحسن طريقة الاتصال بواسطتها, مثل معرفة الاعياد العبرية وقليلاً من تاريخ المنطقة والشعوب فيها.
كما ذكر سابقاً, اللغه هي اداة اتصال مهمة, ولكن وحدها لا تكفي للطالب لكي يتألق ويتميز في مسيرته الاكاديمية. احدى الظواهر الشائعة في وسطنا العربي هي انفصال الطلاب العرب في الجامعات والكليات عن التعليم خلال السنة الاولى لأسباب اكبرها “عدم الرضى من موضوع التعليم”. واحد من الابحاث التي اجريت بواسطة مجلس التعليم العالي في الدولة اظهر ان ثلث الطلاب العرب يبدلون موضوع تعليمهم خلال السنتين الاوالى للتعليم. معطى اخر اظهر ان ٤٩٪ من الطلاب العرب اجابوا بانهم سيغيرون موضوع تعليمهم لو سنحت لهم الفرصة.
عوائق اخرى سيواجهها الاكاديمي العربي تتعلق بالمهارات اللينة التي لو امتلكها الاكاديمي واتقنها, سيجني بواسطتها الفوائد وستمنحه التألق المطلوب وستفتح امامه فرص العمل بعد انهاء التعليم الاكاديمي وبدأ المسيرة المهنية الشخصية. هذه المهارات قليلاً ما يتكلمون عنها خلال التعليم العالي, وحتى لا يذكروها او لا يتطرقون لها بتاتاً, وتضم مهارات مهمة بالأخص لبدأ المسيرة المهنية ومنها:
طرق كتابة السيرة الذاتية, اساليب البحث عن عمل, كيفية التسويق الذاتي, التحضير لمقابلات العمل وكيفية خوض مراكز التقييم.
عدم وجود معرفة في هذه المواضيع ووعي لاهميتها قد يسبب للكثير من الاكاديميين المتخرجين جديداً تجربة غير موفقة بالبحث عن العمل الاول وبداية فاشلة في المسيرة المهنية ومنهم من يصاب بالاحباط فقط لعدم استدعائه لمقابلات عمل او عدم تلقي الرد من المشغل الذي ارسل اليه طلب العمل, بالرغم من توجهه للكثير من الوظائف الشاغرة في مجال تخصصه.
سعيد ذيابات
مستشار توجيه مهني